التقرير الخاص بندوة .. حرية الإبداع في إطار الفكر الليبرالي

التقرير االخاص بندوة حرية الإبداع في إطار الفكر الليبرالي
التقرير الخاص بندوة :
حرية الإبداع في إطار الفكر الليبرالي
المنسق العام / محمد طلعت
التاريخ 29 إبريل 2010
المكان / فندق فلامنكو الزمالك
المتحدثين / الناقد السينمائي .. طارق الشناوي – و الكاتبة و الصحفية .. ماجده خير الله
الجهة المنظمة / منظمة إتحاد المحامين وحدة المحامين الليبراليين و مؤسسة فريدريش ناومان للحريات

بدأت الندوة بكلمة إفتتاحية لمدير الندوة / شادي طلعت رحب فيها بالحاضرين و منوهاً ، إلى إختلاف الندوة عن كل ما سبق من سلسلة ندوات الليبرالية و تحديات المستقبل حيث أنها هذه المرة تتطرق إلى جزء فني و لكنه هام بالنسبة للفكر الليبرالي الذي يحمي و يقدر الإباع و الذي بدونه لا تقوم نهضة للأمم ، و هذا هو الفارق بين مصر و الدول التي سبقتنا الحضارة علمياً و سلوكياً ، و نحن نتحدث عن حرية الإبداع اليوم فإن إهتمامنا ينطلق من إدراكنا لأهمية الإبداع أولاً و للعقبات التي تواجه المبدعين ثانياً ، و ستتناول الندوة الإبداع من رؤيتين الرؤية الأولى تحدثنا فيها الكاتبة / ماجده خير الله و ستعرض أسباب العقبات الموجوده أمام المبدعين ، ثم سيطرح الناقد السينمائي / طار ق الشناوي رؤية لحل الأزمة .

و بدأت الندوة بحديث الكاتبة / ماجده خير الله و التي قالت :
في الواقع أنني لست متفائلة أن يأتي يوم و يصبح المبدعين فيه أحراراً ، فالمناخ العام في مصر لا يوحي بأي أمل قادم لكافة مجالات الإبدع موسيقية كانت أم في الرسم أم في السينما .. إلخ
و أول أزمات الإبداع في مصر هو وجود رقابة من الدولة على أعمال المبدعين ، و هي رقابة غير مبررة من الدولة بتبرير يقبله العقل ! كما أن هناك تيار قوي داخل مجلس الشعب لا ينشغل إلا بما يصدر عن المبدعين ، و تارة نرى أعضاء المجلس يطالبون مرة برفع أفلام من دور العرض السينمائي بل وصل الأمر إلى أن بعضهم مؤخراً طالب بضرب الرصاص على من يحاولون التظاهر بالطرق السلمية !
و أنا لا أعلم لماذا يطالب البعض في السينما على سبيل المثال برفع أفلام من العرض !؟ و لماذا يعتدون على حرية الآخرين في تلقي رسالة ما من عمل فني حتى و إن إختلفت مع من يعارض تلك العمل !؟
و من أهم الأسباب أيضاً إتجاه الصحافة إلى مهاجمة المبدعين ! و نذكر معاً فيلم "الحب قصة أخيرة" للمخرج رأفت الميهي مع أنه من الأعمال الفنية الرائعة إلا أن الصحافة كانت شديدة الهجوم عليه !
و أنا أرى أن منع إبداع نوع من العدوان على المبدعين و تعدي على حق أصيل من حقوق الإنسان ، فالمبدعون في مصر يتعرضون لخطر شديد فلطالما وجهت إليهم إتهامات عديدة منها على سبيل المثال تكفيرهم !
و منع المبدعين من طرح الرؤى الخاصة هم سيكون له التأثير السلبي على المناخ الإجتماعي و السياسي و الإقتصادي أيضاً ، إذ أن المبدع ليس بشخص عادي بل إنه يختلف عن الآخرين فللمبدع نظرة مستقبلية لا تتوفر للأشخاص العاديين .
في النهاية أود أن أقول أن العدوان على المبدعين يؤدي إلى إفساد المجتمع بصورة أكبر من الفساد الموجود بالفعل ، و أرى أنه لن ينصلح حال المجتمع إلا بإفساح مجال الحريات للمبدعين و إطلاق العنان لهم .

ثم تحدث الأستاذ و الناقد السينمائي / طارق الشناوي قائلاً :
إن عنوان المحور الذي أتحدث فيه و هو "رؤية تحليلية لحل أزمة حرية الإبداع في مصر" موضوع صعب و أستطيع أن أقول لكم في البداية أنني لا أرى أي تفاؤل أو أي طريقة تصلح لحل تلك الأزمة !
فالأزمة في مصر شديدة و مصر من دول العالم الثالث و دول و هذه الدول أصبحت مجبرة في اللآونة الأخيرة على أشياء ضد رغبة أنظمتها بسبب الإعلام و تطور وسائل التكنولوجيا الخاصة بالإعلام عن طريق الفضائيات و الإنترنت ، حيث أصبحت كافة دول العالم الثالث تتعرض لفضح كافة أساليبها القمعية بالصوت و الصورة .. و التطور التكنولوجي الإعلامي الموجود حالياً قد أصبح خارج نطاق سيطرة أنظمة دول العالم الثالث ! و كان سبباً في خلاص شعوب كثيرة من أنظمتها الإستبدادية ، و قد أدى ذلك إلى رفع سقف الحريات عما كان عنه في دول العالم الثالث و منها مصر و التي يعاني المجتمع فيها من قيود على الحريات !
و أصبحت نبرة التصريحات الصادرة عن الدولة تأخذ أشكالاً دبلوماسية مثل تصريحات الوزير / فاروق حسني مثلاً عندما وجه إليه أحد الصحفيين سؤالاً حول أسباب عدم عرض أفلام إسرائيلية بالرغم من المعاهدات و الإتفاقيات المبرمة بين كل من مصر و إسرائيل ؟ إذ أنه أجاب أن السبب الرئيسي يرجع إلى الأمن إذ أن هناك من يتربصون بإسرائيل من بعض العناصر الموجودة في مصر و التي من الممكن أن تتصرف أي تصرفات قد تضر بالمواطن الإسرائيل !لقد أصبحت مصر الآن بحاجة ماسة إلى تحسين صورتها الدولية فالدولة لا تسعى لأن تكون صورتها في مجال الحريات سيئة أمام العالم ، و هناك ضغوط دولية على مصر من أجل الديمقراطية و لا إبداع بدون ديمقراطية فكلاهما مترابطان و لا يفترقان ، و أنا أراهن على الزمن القادم و أن حرية الإبداع ستأتي رغم كل شيئ و لكن مع إستمرار العمل عبر الإنفتاح الواسع في الإعلام الجديد و الفضائيات و التي حتماً ستجبر الدولة على رفع أيديها عن المبدعين .